اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 208
الديار أن هذه اللفظة معناها: يا أسود أقبل، باللغة الفارسية، وهي من قول سيدنا إبراهيم الخليل حين دعا الطيور التي قال الله تعالى ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً
«1» والله أعلم.
[باب الأربعين]
وكان خروجنا إلى زيارة هذا المقام من باب الأربعين المسمى بباب المقام لأنه يخرج إلى مقام سيدنا إبراهيم، وقد عد ابن الشحنة باب الأربعين «2» من أبواب حلب، وقال إنه خرج منه أربعون ألفا فلم يعودوا فسمي بذلك. ونقل عن ابن الخطيب أنه لم يعد إليه سوى رجل واحد، فرأته امرأته من طاق وهو داخل، فقالت له: دبيران جئت؟ فقال: دبيران من «3» لم يجيء. وقيل: إنه كان في المسجد الذي هو داخله «4» أربعون من العباد، وقيل: أربعون محدثا، وقيل: كان به أربعون شريفا، وإلى جانب أعلى المسجد (111 أ) للأشراف مقبرة، انتهى. قلت: وقد وقفت على هذا المسجد ناويا للاعتكاف زمنا قليلا.
واعلم- أيها الواقف على هذه الرحلة- أني كتبت وقائع حلب وأنا بدمشق الشام ولا لي نية بالعود إلى حلب، فكل ما سطرته في مدح أهاليها فهو والله الذي ظهر لي منهم ببادي الرأي، والغريب- كما قيل- أعمى ولو كان بصيرا، ثم لما من الله بالعود إليها رأيت الأمر انعكس عكسا كليا، ولولا الخشية مما قيل: من مدح أو ذم كذب مرتين لأطلقت عنان القلم في ما ظهر لي. وقد أخبرني بعض من أختبرهم من أهالي حلب حيث قال يا شيخ لا تغتر «5» بأهل حلب! فإن هذه لهم عادة قديمة، إنهم «6» يكرمون الغريب ويوقرونه ما دام جديدا، فإذا استمر عندهم مدة ولو قليلة قلوه وملوه لغير سبب، وقد صح عندي هذا بعد
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي الجزء : 1 صفحة : 208